أولا: تعريف البرنامج : وواقع الأمر أن الإجازات القرآنية والأسانيد في الوقت المعاصر مدرستان هما: الأولى:المصرية والحجازية طريقة المدرسة المصرية والحجازية واحدة، وهى أن يتلو القارئ القرآن ختمة كاملة غيبا، كشرط للإجازة والسند معا. وحجة هذا الفريق: ـ أن الإجازة هي تصريح وإذن بإقراء الغير، والقاعدة البديهية :" أن فاقد الشيء لا يعطيه". والسؤال هنا: كيف لمن لا يحفظ القرآن أن يُقرِئ َغيرَه؟! ـ وإن هذه الطريقة هى سبيل عملي لتحقيق قول الله في الواقع" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، بالتشجيع على الحفظ، والإكثار من الحُفَّاظ الضابطين المتقنين، أؤلئك المُجازين الذين يُقرِؤن الناس عن علم. الثانية: الشامية أما طريقة المدرسة الشامية، فهى أن يتلو القارئُ المصحفَ ختمة كاملة نظرا من المصحف، ويتم في هذه الختمة تصحيح المخارج والصفات والحركات،ويُمنح بعدها الإجازة فحسب، ثم بعد ذلك يقرأ الطالب ختمة كاملة ثانية غيبا من أول القرآن لآخره دون خطأ أو خروج عن الصوت العربي الفصيح، وبعد الانتهاء من هذه الختمة الثانية يُعطَى الطالبُ السندَ كاملا بالشرط المعتبر عند شيوخ الأداء. وحجة هذا الفريق: ـ يرى أصحابه أن العبرة بالمهارة وإجادة النطق والأحكام،وهذا ما تحققه التلاوة نظرا من المصحف ـ لكن يؤخذ على هذه الطريقة أنها باب لقصور الهمة وإكتفاء الطلاب بالإجازة هذه ؛ مما يُقلل الحفظة وإن الموقع يلتزم بطريقة المدرسة الأولى، مدرسة التلاوة غيبا وحفظا عن ظهر قلب وهو ما يُلْزِمُ به فضيلة الشيخ أحمد المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية للدراسات القرآنية (سابقاً) كل من أَذِنَ له بالإقراء في مراكزه القرآنية المنتشرة في ربوع مصر، وفضيلته لا يَعتد بإجازة من يُقرُّ الإجازة نظرا من المصحف أو يمنحها فيما يمنح من إجازات، بل أنه يشدد في منع مشايخه المجيزين من متابعة الطالب بالنظر إلى المصحف وقت عرض القرآن وسماعه، ويوجب أن يتابعه من حفظه. كذلك فإن عَلَمَ القراءات المعاصر فضيلة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ مقرأة الجامع الأزهرـ وهو من مشايخ فضيلة الشيخ أحمد المعصراوي ـ لا يُقرُّ إجازة من قرأ القرآن نظرا من المصحف ـ وذلك في إجابة له حديثة على سؤال شخصي مباشر وجَّهه له الموقع. وإن طريق هذه المدرسة التي يلتزم بها المصريون والحجازيون ليس استحسانا منهم أو ميلا، أو هم في محل اختيار بين رأيين، وإنما هو اتباع لأدلة قوية ألزمتهم فأخذوا بها. ذلك أن الذي يتصدر للإقراء لابد وأن يجمع بين الرواية والدراية، وكحد أدني استظهار القرآن، وهذا هو الأساس الذي حدد به النبى صلى الله عليه وسلم عددا من أصحابه اختارهم وذكرهم بأعيانهم من ذلك الجمع الغفير الذي يحفظ كتاب الله فقال: استقرؤ القرآن من أربعة: عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة وأبى بن كعب ومعاذ بن جبل، وأحاديث أخرى عينت غيرهم. ومن هذا أخذ علماء الفن ضوابط وشروط المقرئ المتصدر للإقراء، المستحق للإجازة، فقال الإمام" أبو مجاهد " مبينا أصناف حملة القرآن العالم باللغة والقرآن: المُعْرب العالم بوجوه القراءات، العارف باللغات ومعاني الكلمات، البصير بعيب القراءات، المنتقد للآثار. وحكم على الذي يحفظ ولا علم عنده بضوابط القراءة الصحيحة، بعدم حجيته وتصدره للإقراء والنقل عنه، وسماه" المقلد". فكيف بمن لم يحفظ أصلا؟! ولم ينفرد ابن مجاهد بهذا ، بل وافقه على ذلك أئمة القراءة الكبارمثل الإمام مكي بن أبي طالب والأمام أبو عمرو الداني مما تقدم نستطيع أن نقول إن طالب العلم قسمان: الأول: يقصد بقراءته تصحيح التلاوة للتعبد والتدبر، فهذا يكفي أن تكون تلاوته نظرا من المصحف ولا يشترط فيه حفظ القرآن. الثاني: يقصد بتصحيح تلاوته التحمل والتعلم ليتصدر بعد ذلك للإقراء فهذا يشترط فيه كحد أدنى الحفظ عن ظهر قلب والإتقان، ويضم إلي ذلك علم الدراية، بحسب ما يتخصص فيه، إجازة التجويد ـ حفص ـ، كان أو إجازة، رواية أوقراءة أخرى، أوالقراءات. من هنا نقسم من ختم القرآن إلى قسمين: القسم الأول: من ختم القرآن كاملاً مجوداً متقناً نظراً من المصحف ويمنح الموقع له شهادة بذلك، معتمدة موثقة من الموقع والشيخ والجامعة الإسلامية بأمريكا الشمالية (مشكاة)، وإن قرأ قدرا ما من حفظه غيباً يثبت له هذا القدر في شهادته. القسم الثاني: من ختم القرآن كاملا مجودا متقنا غيبا عن ظهر قلب ويمنح الموقع له إجازتين كلا منهما بالسند: الأولى: إجازة من الشيخ الذي قرأ الطالب عليه القرآن كلمة كلمة وحرفاً حرفاً بسند هذا الشيخ والثانية: شهادة معتمدة موثقة من الموقع والشيخ والجامعة الإسلامية بأمريكا الشمالية (مشكاة) تُفيد بأن الطالب أنهى برنامج الإجازة غيباً. بعد انتهاء الطالب من البرنامج مع الشيخ، يتم ترتيب اختبار له بالتنسيق بينه وبين لجنة الاختبارات ويعتبر الطالب ناجحاً ويستحق الحصول على شهادة التخرج إذا كان تقييمه من اللجنة أكبر من 75%. |